شهدت أسعار الذهب والفضة انخفاضًا حادًا خلال منتصف يوم التداول في الولايات المتحدة يوم الاثنين، وذلك في ظل موجة بيع كبيرة في سوق الأسهم الأمريكية أثارت مخاوف المتداولين والمستثمرين.
يُظهر العديد من المتداولين في السوق العام عقلية تقول: “إذا لم تتمكن من بيع ما تريد، فقم ببيع ما تستطيع بيعه”. هذا الشعور المتزايد بعدم اليقين في السوق مع بدء أسبوع التداول لم يجد بعد طلبًا على الذهب والفضة كملاذ آمن.
ومع ذلك، لا تتفاجأ إذا ظهرت بعض عمليات الشراء كملاذ آمن في المعدنين الثمينين إذا امتدت موجة بيع الأسهم إلى يوم الثلاثاء. سوق الخزانة الأمريكية يشهد بالفعل بعض الطلب كملاذ آمن اليوم.
كما لوحظت بعض عمليات جني الأرباح من قبل المتداولين الآجلين على المدى القصير في سوق الذهب، بعد تحقيق مكاسب جيدة مؤخرًا. كان سعر ذهب فبراير آخر مرة منخفضًا بمقدار 40.70 دولارًا عند 2738.70 دولارًا. بينما انخفض سعر فضة مارس بمقدار 0.815 دولارًا إلى 30.37 دولارًا.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، علم المتداولون والمستثمرون أن الصين تتحدى بشكل جدي قيادة الولايات المتحدة في تطوير الذكاء الاصطناعي. حيث قامت شركة صينية صغيرة وحديثة نسبيًا تُدعى DeepSeek بإنتاج نموذج لغوي كبير يُنافس العديد من النماذج الأمريكية الرائدة – بتكلفة أقل بكثير من النماذج الأمريكية.
أصبح مساعد DeepSeek للذكاء الاصطناعي التطبيق المجاني الأعلى تقييمًا على متجر تطبيقات أبل. أدت هذه الأخبار إلى موجة بيع حادة في أسهم التكنولوجيا العالمية.
يعيد المتداولون والمستثمرون النظر في النفقات الرأسمالية وتقييمات النماذج الأمريكية للذكاء الاصطناعي، نظرًا لتهديد النماذج الصينية الأقل تكلفة – والتي تبدو بنفس الجودة أو أفضل من النماذج الأمريكية.
ذكرت بلومبرغ اليوم: “الظهور المفاجئ لـ DeepSeek يثير تساؤلات حول الأسس التي قام عليها الارتفاع الذي أضاف 15 تريليون دولار إلى قيمة شركات مؤشر ناسداك 100 منذ نهاية عام 2022.”
وجاء في عنوان بارونز اليوم: “DeepSeek تهدد بفقاعة الذكاء الاصطناعي.”
تبدأ شركات التكنولوجيا الكبيرة هذا الأسبوع بالإعلان عن أرباح الربع الرابع. وكانت الأرباح متوقعة بالفعل أن تكون عند أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من عامين. وذلك قبل أخبار DeepSeek في عطلة نهاية الأسبوع.
في أخبار أخرى ليلاً، دخل الاقتصاد الصيني عام 2025 على نحو ضعيف، مما دفع البنك المركزي الصيني إلى ضخ سيولة قياسية في النظام المالي الصيني هذا الشهر. جاء مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعيين (PMI) في الصين أقل من توقعات السوق وأقل من قراءة الشهر الماضي.
كما تراجع مؤشر مديري المشتريات التصنيعيين إلى منطقة الانكماش مرة أخرى. وهذا أيضًا عامل سلبي أساسي لأسواق الذهب والفضة، من منظور الطلب. حيث تعد الصين مستوردًا رئيسيًا للسلع الأولية، بما في ذلك المعادن الثمينة.
تشير نقطة البيانات الأمريكية لهذا الأسبوع إلى أن الاحتياطي الفيدرالي من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي أسعار الفائدة الأمريكية ثابتة في اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) الذي يبدأ صباح الثلاثاء وينتهي بعد ظهر الأربعاء مع بيان ومؤتمر صحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
تشهد الأسواق الخارجية الرئيسية اليوم استقرارًا نسبيًا في مؤشر الدولار الأمريكي بعد أن لامس أدنى مستوى له في خمسة أسابيع في وقت سابق. كما تشهد أسعار النفط الخام في بورصة نيويورك التجارية (نيمكس) انخفاضًا حادًا وتتداول حول 72.75 دولارًا للبرميل. بينما يبلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات حاليًا حوالي 4.5%.
من الناحية الفنية، لا يزال لمشتري عقود الذهب الآجلة لشهر فبراير ميزة فنية قوية على المدى القريب. لا تزال الأسعار تتجه صعودًا على الرسم البياني اليومي. الهدف السعري التالي للمشترين هو تحقيق إغلاق أعلى من مستوى المقاومة القوي عند أعلى مستوى للعقد وهو 2826.30 دولارًا.
بينما الهدف السعري الهبوطي القريب التالي للبائعين هو دفع أسعار العقود الآجلة إلى ما دون مستوى الدعم الفني القوي عند 2650.00 دولارًا.
يُرى أول مستوى مقاومة عند 2750.00 دولارًا ثم عند أعلى مستوى ليلاً وهو 2778.10 دولارًا، بينما يُرى أول مستوى دعم عند أدنى مستوى اليوم وهو 2732.00 دولارًا ثم عند 2715.00 دولارًا. تصنيف سوق ويكوف: 7.0.
أما بالنسبة لعقود الفضة الآجلة لشهر مارس، فقد فقد المشترون ميزتهم الفنية الطفيفة على المدى القريب. حيث تم إبطال الاتجاه الصعودي للسعر على الرسم البياني اليومي. الهدف السعري التالي لمشترين الفضة هو تحقيق إغلاق أعلى من مستوى المقاومة الفنية القوي عند 32.00 دولارًا.
بينما الهدف السعري الهبوطي التالي للبائعين هو تحقيق إغلاق أدنى من مستوى الدعم القوي عند أدنى مستوى لشهر ديسمبر وهو 29.145 دولارًا. يُرى أول مستوى مقاومة عند 31.00 دولارًا ثم عند 31.50 دولارًا. بينما يُرى الدعم التالي عند 30.00 دولارًا ثم عند 29.50 دولارًا. تصنيف سوق ويكوف: 5.0.
المصدر: Kitco News